محاولة إدخال “القوات” إلى الحكومة وُلدت ميتة والرفض غير قابل للنقاش
منذ تاريخ الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى بعبدا، توقّفت المساعي الرّامية إلى تشكيل الحكومة، ما عدا تحرّك فرنسي بسيط، حاول فتح ثغرة في جدار أزمة توزيع الحقائب على الطوائف، ولكنّه لم ينجح بذلك، وحديث عن إمكان دخول القوات اللبنانية على خط إنتاج “الحلّ الحكومي”، فكيف ذلك وما هي دقة هذا الموضوع؟
محاولات لإدخال القوات إلى الحكومة
في الساعات الأخيرة من العام الماضي، وبعد أن وصلت المشاورات الحكومية إلى حائط سميك، سرت معلومات عن محاولة لإقناع القوات اللبنانية بالدخول في الحكومة الجديدة، وبالتالي توزيع الحقائب المسيحية على 5 فرق هي التيار الوطني الحر والقوات والمردة ورئيس الجمهورية والحزب القومي، بما يعني ذلك التخلّص من أزمة حصول فريق واحد على أغلبيّة الحقائب المسيحيّة، وأشارت التسريبات إلى أنّ هذه المحاولة التي حاولت قيادتها أطراف محليّة، سعت للتنسيق مع أطراف عربيّة تؤثّر على “القوات اللبنانية”، ولكن مع بداية العام الجديد يبدو أنّ هذه المحاولة لم تُولد، وأنّ الحكومة في ثلاجة الإنتظار.
القوات تطوّر موقفها
ينفي رئيس دائرة الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبّور كل هذه النظريات والتسريبات التي تتحدث عن عودة “القوات” عن رفضها المشاركة بالحكومة، مشدّداً على أن القوات ليست بوارد الدخول في أي حكومة مقبلة.
ويضيف جبّور في حديث لـ”أحوال”: “القوات أعلنت موقفها في 2 أيلول عام 2019 خلال اللقاء الحواري الإقتصادي في القصر الجمهوري، وهو أنها تعتبر أن الحكومات التي اعتاد عليها لبنان لم تعد تفي بالمطلوب، وأن الإنقاذ يستدعي تشكيل حكومة إختصاصيين مستقلّين، لأن هذه الحكومات التي لها طابع الوحدة الوطنية بظل أزمة مالية برهنت عجزها عن إقرار الإصلاحات المطلوبة للمواجهة”، مشدّداً على أن “القوات” لا تدرس أي شيء من هذا القبيل.
إن هذا الموقف القواتي الذي انطلق في العام 2019 لم يبق على حاله اليوم، إذ يكشف جبّور أن “القوّات” طوّرت موقفها، بحيث لم تعد تنفع حكومة الإختصاصيين بظل الأكثرية النيابية الحالية. ويقول: “إن أي حكومة بظل الأكثرية الحاكمة لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة، ونحن وصلنا إلى قناعة أنه لا يمكن إنتاج أي حل إلا من خلال انتخابات نيابية مبكرة لأن الكثرية عاجزة عن إخراج لبنان من الإنهيار”، مشدّداً على أن “القوات” ليست بوارد إعطاء أي شرعية لأي حكومة بظلّ الأكثرية الحاكمة التي لا تريد الإصلاح وتمتهن دفع لبنان نحو مزيد من الإنهيارات.
ويكشف جبور في حديث لـ”أحوال” أنه على عكس ما يُشاع فإنه لم تحصل أي وساطة لإقناع القوات بالمشاركة بالحكومة لأنه بكل بساطة لا يمكن تغيير الموقف الذي انطلق من رؤية للحل في لبنان وكمخرج للأزمة، مذكّراً أنه “عندما تمنّى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على جعجع أن تكلّف القوات مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، كان الجواب هو الرفض رغم الصداقة مع باريس، وبالتالي فإن الموقف ثابت وغير قابل للنقاش”.
محمد علوش